"الهجرة من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي"
مركز الدعم النفسي والإرشاد القانوني للنساء، نابلس: تمكين المرأة من خلال التعليم والدعم
أصبح مركز دعم المرأة في نابلس في الآونة الأخيرة في طليعة المؤسسات الفاعلة في قضايا النساء وخاصة الحرجة منها، التي تؤثر على النساء من خلال سلسلة من الأنشطة والتعاونات المؤثرة. وكان من أبرز هذه الأنشطة ورشة عمل بعنوان "الهجرة من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي"، التي ركزت على مشكلة الإدمان الإلكتروني المتزايدة وتأثيرها على حياة النساء.
الورشة، التي أدارتها الأخصائية النفسية عبير شرف، والمستشارة القانونية عطاء الأعرج، والأخصائية الاجتماعية ميس القيسي، جمعت 16 امرأة من مختلف الأعمار. بدأت الجلسة بكسر الجليد من قبل الأخصائية الاجتماعية ميس القيسي التي أشركت المشاركات في جلسة عصف ذهني. ثم تناولت الأخصائية النفسية عبير شرف مفهوم الإدمان الإلكتروني، موضحة آثاره الضارة على الصحة النفسية والاجتماعية للنساء. وأشارت إلى كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك وتعزيز الإدمان. كما قدمت المستشارة القانونية عطاء الأعرج رؤى قيمة حول كيفية البقاء بأمان على الإنترنت، وحماية النفس من الابتزاز الإلكتروني، والتعامل مع الإجراءات القانونية المتعلقة بالجرائم الإلكترونية. واستخدمت الوسائل البصرية، بما في ذلك جهاز العرض والكتيبات، لجعل الجلسة أكثر جاذبية وإفادة.
اختتمت الورشة بنقاش حيوي، حيث اعترفت العديد من المشاركات بميولهن نحو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أدى هذا الوعي إلى عدة توصيات مهمة، مثل تعزيز التربية الإيجابية لزيادة ثقة الأطفال بأنفسهم، وتعليم مهارات الحماية عبر الإنترنت، وتنظيم المزيد من ورش العمل حول مواضيع مشابهة.
إلى جانب هذه الورشة، كان مركز دعم المرأة نشطًا في التواصل مع مختلف المؤسسات لتعزيز أنظمة الدعم المجتمعي. وأسفرت زيارة لقسم الدعم النفسي في مستشفى النجاح عن اتفاق على التعاون في تقديم خدمات مجتمعية متكاملة. وتضمن تفاعل آخر مهم مع شبكة حماية المؤسسات في محافظة نابلس مناقشات حول التوعية الأسرية، والجرائم الإلكترونية، والعنف المنزلي، مما أدى إلى خطط لمبادرات مستقبلية وتدريب متخصصين.
وسلطت مشاركة المركز في ورشة عمل في المركز الفلسطيني للإرشاد الضوء على أهمية مسارات الإحالة للنساء الناجيات من العنف. هدف هذا الحدث إلى تفعيل نظام الإحالة الوطني رقم 28-2022، مشددًا على دور المؤسسات المختلفة في تقديم خدمات مجتمعية شاملة. بالإضافة إلى ذلك، التزم المركز بإجراء ورش عمل توعوية بالتعاون مع لجان الاتحاد النسائي الفلسطيني، لمعالجة القضايا والتحديات المجتمعية البارزة.
وخلال المشاركة في الأسبوع العالمي للعمل من أجل التعليم، شارك المركز أيضًا في ندوة حول التعليم التحويلي، ناقش خلالها دوره في تحسين العملية التعليمية، خاصة في ظل الظروف الصعبة. كما شملت الجهود التعريف بخدمات المركز إلى نقابة المحامين الفلسطينيين ومناقشة التعاون المحتمل مع جامعة القدس المفتوحة لدعم التدريب التعليمي والمهني للطلاب.
وفي مشاركة أخرى بارزة، قدمت المستشارة القانونية للمركز خبراتها في مؤتمر حالة نظمته محافظة نابلس، بمشاركة ممثلين من الشرطة الفلسطينية ومستشارين اجتماعيين، حيث قدم حلولًا قانونية للحالات المعقدة. واختتم الشهر بورشة عمل في مركز الإرشاد النسائي، تركزت على حماية المرأة من العنف والدعوة لإصلاحات قانونية لمعالجة العنف المنزلي.
من خلال هذه الأنشطة المتنوعة، يستمر مركز دعم المرأة في نابلس في تمكين النساء، وتعزيز مجتمع أكثر أمانًا ودعمًا. إن التزامهم بالتعليم والدعم القانوني والرفاه الاجتماعي يظهر التزامًا قويًا بمعالجة التحديات المتعددة الأوجه التي تواجهها النساء اليوم.